كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وسد إلى الجنة جميع الطرق، فلم يفتح لاحد إلا من طريقه. فلا مطمع
في الفوز بجزيل الثواب، والنجاة من وبيل العقاب إلا لمن كان خلفه
من السالكين، ولا يؤمن عبد حتى يكون أحب إليه من نفسه وولده
ووالده والناس ا جمعين (1).
فصلى الله وملائكته وانبياؤه ورسله وجميع عباده المؤمنين عليه، كما
وحد الله، وعرف امته به، [2 ب] ودعا إليه، صلاة لا تروم عنه انتقالا ولا
تحويلا، وعلى االه الطيبين، وصحبه (2) الطاهرين، وسلم تسليما كثيزا.
أما بعد، فان الله - جل ثناؤه، وتقدست أسماؤه - جعل هذه القلوب
وعية، فخيرها أوعاها للخير والرشاد، وشرها أوعاها للغي والفساد،
وسلط عليها الهوى، وامتحنها بمخالفته لتنال بمخالفته جنة المأوى،
ويستحق من لا يصلح للجنة بمتابعته نارا تلظى، وجعله مركب النفس
الامارة بالسوء وقوتها وغذاءها، وداء النفس المطمئنة ومخالفته دواءها،
ثم أوجب سبحانه على العبد في هذه المدة القصيرة - التي هي بالاضافة
إ لى الاخرة كساعة من نهار، او كبلل ينال الاصبع حين يدخلها في بحر
من البحار (3) - عصيان النفس الامارة، ومجانبة هواها، وردعها عن (4)
__________
(1) يشير إلى ا لحديث الذي أخرجه البخاري (5 1) ومسلم (4 4) عن أنس بن مالك.
(2) " وصحبه " ساقطة من ت.
(3) كما في ا لحديث الذي اخرجه مسلم (2858) عن المستورد بن شداد 0
(4) ش: " من ".

الصفحة 8