كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

الباب الرابع
في أن العالم العلوي والسفلي إنما وجد بالمحبة ولأجلها،
وان حركات الأفلاك والشمس والقمر والنجوم وحركات الملائكة
والحيوانات، وحركة كل متحرك إنما وجدت بسبب الحب
وهذا باب شريف من أشرف أبواب الكتاب، وقبل تقريره لابد من
بيان مقدمة، وهي أن ا لحركات ثلاث: حركة إرادية، وحركة طبيعية،
وحركة قسرية، وبيان ا لحصر أن مبدأ ا لحركة إما ن يكون من المتحرك
أو من غيره، فان كانت من المتحرك، فاما ن يقارنها شعوره وعلمه بها
او لا، فان قارنها الشعور والعلم فهي الارادية، وإن لم يقارنها الشعور
والعلم فهي الطبيعية، وإن كانت من غيره فهي القسرية.
وإن شئت أن تقول: المتحرك إما ن يتحرك بإرادته أو لا، فإن
تحرك بإرادته فحركته [1 2 ب] إرادية، وإن تحرك بغير إرادته، فاما أ ن
تكون حركته إلى نحو مركزه أو لا، فان تحرك إلى جهة مركزه؛ فحركته
طبيعية، وإن تحرك إلى غير جهة مركزه فحركته قسرية.
إذا ثبت هذا فا لحركة الارادية تابعة لإرادة المتحرك، والمراد إما ن
يكون مرادا (1) لنفسه أو لغيره، ولابد ان ينتهي المراد لغيره إلى مراد
__________
(1) ش: " مرا د ها ".
88

الصفحة 88