كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

لنفسه؛ دفعا للدور والتسلسل. والارادة إما ن تكون لجلب منفعة ولذة
إما للمتحرك واما لغيره، او دفع ا لم ومضرة إما عن المتحرك او عن
غيره، والعاقل لا يجلب لغيره منفعة ولا يدفع عنه مضرة إلا لما له هو
في ذلك من اللذة ودفع الالم، فصارت حركته الارادية تابعة لمحبته، بل
هذا حكم كل حي متحرك.
و ما ا لحركة الطبيعية فهي حركة الشيء إلى مستقره ومركزه، وتلك
تابعة للحركة التي اقتضت خروجه عن مركزه، وهي القسرية؛ التي إنما
تكون بقسر قاسر أخرجه عن مركزه، إما باختياره، كحركة الحجر إ لى
اسفل إذا رمي به إلى جهة فوق، وإما بغير اختيار محركه، كتحريك
الرياح للأجسام إلى جهة مهابها (1)، وهذه ا لحركة تابعة للقاسر، وحركة
القاسر ليست منه بل مبدوها من غيره، فإن الملائكة موكلة بالعالم
العلوي والسفلي، تدبره بأمر الله عز وجل كما قال تعالى: <فالمدبرت
امسا) 1 ا لنا ز عا ت / 5]، و قا ل: < لألمقسمت أمرا) 1 ا لذ ا ريا ت / 4].
وقا ل تعالى: <وا لمرسلت عرظجفا لمت عضفا! وآ لنمثرت دنثراج
فا لفزقت فىقا! فا لملقمت تجرا) 1 ا لمرسلات / 1 - 5].
وقا ل: <وا لتزعت غر،! وا لنشطت دشالا! وا لشبخص ستحا!
فا لشبعت سثقا ج فا لمدئرت امسا) 1 ا لنا زعات/ 1 - 5].
(1) ت:"مابها".
89

الصفحة 89