كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

ووكل الله سبحانه با لجبال ملائكة، وثبت عن النبي! يم أنه جاءه
ملك ا لجبال يسلم عليه، ويستأذنه في هلاك قومه إن أحب، فقال: " بل
أستاني بهم (1)؛ لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله، لا يشرك به
شيئا" (2).
ووكل بالرحم ملكا يقول: يا رب نظفة؟ يا رب علقة؟ يا رب مضغة؟
يا رب ذكر أم أنثى؟ فما الرزق؟ فما الاجل؟ وشقي أم سعيد؟ (3).
ووكل بكل عبد أربعة من الملائكة في هذه الدنيا: حافظان عن
يمينه وعن شماله يكتبان أعماله، ومعقبات من بين يديه ومن خلفه،
أقلهم اثنان، يحفظونه من أمر الله.
ووكل بالموت ملائكة، ووكل بمساءلة الموتى ملائكة في القبور،
ووكل بالرحمة ملائكة، وبالعذاب ملائكة، وبالمؤمن ملائكة يثتتونه،
ويؤزونه إلى الظاعات أزا، ووكل بالنار ملائكة يبنونها، ويوقدونها،
ويصنعون [22 ب] أغلالها وسلاسلها، ويقومون بأمرها، ووكل بالجنة
ملائكة يبنونها، ويفرشونها (4)، ويصنعون أرائكها، وسررها، وصحاقها،
ونمارقها، وزرا بيها.
(1) ش:"لهم ".
(2) خرجه البخاري (1 323، 7389)، ومسلم (1795) من حديث عائشة.
(3) كما في ا لحديث الذي أخرجه البخاري (18 3)، ومسلم (6 4 6 2) عن انس.
(4) ت: " يغرسونها ".
91

الصفحة 91