كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فأمر العا لم العلوي والسفلي والجنة والنار بتدبير الملائكة بإذن ربهم
تبارك وتعالى وأمره، < لاهمتبقونه- بالقوت وه! يامرهء يغملوت)
[الأنبياء/ 27] و <لايعصون الثه ما أ مرهم ويفعلون مايؤصون) [التحريم / 6] ه
فاخبر انهم لا يعصونه في امره، وانهم قادرون على تنفيذ أوامره،
ليس بهم عجز عنها، بخلاف من يترك ما أمر به عجزا، فلا يعمي الله ما
أمره، وإن لم يفعل ما أمره (1) به.
وكذلك البحار قد وكلت بها ملائكة تسجرها، وتمنعها ن تفيض
على الارض، فتغرق أهلها.
وكذلك أعمال بني ادم خيرها وشرها قد وكلت بها ملائكة
تحصيها، وتحفظها، وتكتبها.
ولهذا كان الايمان بالملائكة أحد أركان الايمان الذي لا يتم إلا به،
وهي خمس: الايمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الاخر.
وإذا عرف ذلك عرف (2) أن كل حركة في العا لم فسببها الملائكة،
وحركتهم طاعة الله (3) بامره وإرادته، فيرجع (4) الامر كله إلى تنفيذ مراد
(1) ت:"أمر".
(2) "ذلك عرف" ساقطة من ش.
(3) ت: " وحركا تهم طاعة لله ".
(4) ت: " فرجع ".
92

الصفحة 92