كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

والحركة الاختيارية أصلها الارادة، والقسرية والطبيعية تابعتان لها،
فعاد الامر إلى الحركة الارادية. فجميع حركات العالم العلوي والسفلي
تابعة للارادة والمحبة، وبها تحرك العا ل!! ولاجلها، فهي العلة الفاعلية
والغائية، بل هي التي بها ولاجلها وجد العالم، فما تحرك في العالم
العلوي والسفلي حركة إلا والمحبة (1) سببها وغايتها، بل حقيقة المحبة
حركة نفس المحب إلى محبوبه، فالمحبة حركة بلا سكون.
وكمال المحبة هي العبودية، والذل، والخضوع، والطاعة
للمحبوب، وهو ا لحق الذي به وله خلقت السموات والارض، والدنيا
والاخرة، قال تعالى: <وماخلقنا أ! تنوات والازضق وما بثنهما إلابالحق)
[الحجر/ 85]، وقال: <وما خلقنا السما والأضض وما جما بخطلا > [ص/27]،
وقال: < أفحستتزائما ظقنبهئم عبثا > [المؤمنون/ 15 1].
وا لحق الذي خلق به ولاجله الخلق هو عبادة الله وحده، التي هي
كمال محبته والخضوع والذل له، ولوازم عبوديته من الامر والنهي
والثواب والعقاب، ولاجل ذلك أرسل الرسل، وأنزل الكتب، وخلق
الجنة والنار.
والسموات والارض إنما قامت بالعدل الذي هو صراط الله الذي
هو عليه، وهو حب [23 ب] الاشياء إليه. قال تعالى حاكيا عن نبيه
(1) ش: " وا لا را د ة " 0
94

الصفحة 94