كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

نفوسهم، ولاجل هذا خلق الموت وا لحياة، وجعل ما على الارض زينة
لها؛ قا ل تعالى: < الذى خلق ا لموت والحيؤة لئلوكئم أييئأحسنعلأ) [ا لملك / 2] ه
وقال: < إناجعلنا ما على ا لأرض زيخة لها فتلوهوأيهم أخسن عملأ)
[الكهف / 7]، وقال تعالى: < وهو لذى خلقالسنوات وا لأرض فى ستة إلام
وكان عرشه، على اتما لنلو! م أينم خسن عملا) [هود/7].
فاخبر سبحانه عن خلق العا لم والموت وا لحياة وتزيين الارض بما
عليها أنه للابتلاء والامتحان، ليختبر حلقه ا يهم أحسن عملا (1)، فيكون
عمله موافقا لمحاب الرب تعالى، فيوافق الغاية التي حلق هو لها،
وخلق لاجلها العا لم، وهي عبوديته المتضمنة لمحبته وطاعته، وهي
العمل الاحسن، وهو توابع محبته ورضاه، وقدر [24 أ] سبحانه مقادير
تخالفها بحكمته في تقديرها، وامتحن خلقه بين امره وقدره؛ ليبلوهم
أ يهم احسن عملا.
فانقسم الخلق في هذا الابتلاء فريقين: فريقا داروا مع اوامره
ومحابه، ووقفوا حيث وقف بهم الامر، وتحركوا حيث حركهم الامر،
واستعملوا الامر في القدر، وركبوا سفينة الامر في بحر القدر، وحكموا
الامر على القدر، ونازعوا القدر بالقدر امتثالا لامره، واتباعا لمرضاته،
فهؤلاء هم الناجون.
(1) " فاخبر. . . عملأ" ساقطة من ش.
96

الصفحة 96