كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

والفريق الثاني عارضوا بين الأمر والقدر، وبين ما يحبه ويرضاه،
وبين ما قدره وقضاه، ثم افترقوا اربع فرق:
فرقة كذبت بالقدر محافظة على الأمر، فابطلت الأمر من حيث
حافظت على القدر، فان الايمان بالقدر اصل الايمان بالامر، وهو نظام
التوحيد، فمن كذب بالقدر نقض تكذيبه إيمانه.
وفرقة ردت الأمر بالقدر، وهؤلاء من اكفر ا لخلق، وهم الذين
حكى الله قولهم في القرآن إذ قالوا: <لوشا الله ما اشرئحنا ولا ءاباؤنا
ولاحزمنا من شق) [الانعام / 8 4 1] وقا لوا أ يضا (1): < لو شآء ألله ما! ذ نا من
دونه -مى شئ نخن ولآءاباونا ولاحر! ا من د ونور من شئئ! هو [النحل / 35]،
وقالوا ايضا: <لو شا الرخمن ما عبذنهم) [الزخرف/ 0 2]، وقالوا ايضا:
<أنالعم من لولمجثاء الله اطعمهؤ) [يس/ 47]. فجعلهم الله سبحانه بذلك
مكذبين خارصين، ليس لهم علم، و خبر انهم في ضلال مبين.
وفرقهب دارت مع القدر، فسارت بسيره، ونزلت بنزوله، ودانت به،
ولم تبال وافق الامر او خالفه، بل دينها القدر، فا لحلال ما حل بيدها
قدرا، وا لحرام ما حرمته قدرا، وهم مع من غلب قدرا من مسلم وكافر،
برا كان أو فاجرا (2)، وخواص هؤلاء وعبادهم لما شهدوا ا لحقيقة
(1) "لو شاء. . . أيضا" ساقطة من ش.
(2) ت: " بر أو فاجر".
97

الصفحة 97