كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

الكونية القدرية صاروا مع الكفار المسلطين بالقدر، وهم خفراؤهم،
فهؤلاء أيضا كفار.
وفرقة وقفت مع القدر مع اعترافها باصنه خلاف الامر، ولم تدن به،
ولكنها [24 ب] استرسلت معه، ولم تحكم عليه الامر، وعجزت عن دفع
القدر بالقدر اتباعا للأمر، فهؤلاء مفرطون، وهم بين عاجز وعاص لله.
وهؤلاء الفرق كلهم مؤ تمون بشيخهم إبليس، فانه أول من قدم
القدر على ا لامر وعارضه به، وقال: <رث بمآ أغوتننى لازينن لهم فى الأرض
ولأغولنهم أخعين) [ا لحجر/ 9 3]. و (1) < قال فبما أغويتني لاقعدن لهتم صزطك
المستقجم > [الاعراف/ 16]، فرد أمر الله بقدره، واحتج على ربه بالقدر.
وانقسم أتباعه أربع فرق كما رأيت، فابليس وجنوده أرسلوا بالقدر
إرسا لا كونيا. فالقدر دينهم، قال الله تعالى: < ألؤتر أنا أزسلنا آفتيطينعلى
انبهفرين تؤزهمأزأ) [مريم / 83]، فدينهم القدر، ومصيرهم سقر.
فبعث الله الرسل بالامر، وأمرهم أن يحاربوا به أهل القدر، وشرع
لهم من أمره سفنا، وأمرهم أن يركبوا فيها هم وأتباعهم في بحر القدر،
وخص بالنجاة من ركبها، كما خص بالنجاة أصحاب السفينة، وجعل
ذلك اية للعالمين.
(1) " رب. . . و" ساقطة من ش.
98

الصفحة 98