كتاب رفع اليدين في الصلاة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فيا لله العجب! كيف ينكر عليهم رفع الايدي عند الركوع والرفع منه
- بزعمكم - وهو يفعله دائما، وهم يشاهدونه ويأخذونه عنه، ويفعلونه في
حياته وبعده، ويحصب بعضهم من لم يفعله، ويخبر عمر بن عبد العزيز:
أنهم كانوا يؤدبون على تركه؟! وكيف لم ينتهوا عنه بعد هذا النهي؟!
وكيف فهموا من هذا الترك الرفع عند الركوع والرفع منه، ولم يفهموا تركه
عند الافتتاح؟!
افترى إذا رفعت الايدي عند الافتتاح لم تكن كاذناب الخيل؟! وإذا
رفعت للركوع صارت حينئذ كأذناب الخيل فيتناولها النهي؟! إن هذا من
عجب (1) العجب!
و عجب منه ان يكون قد نهاهم عنه و مرهم بضده، ولم يثبت عن أحد
منهم انه أطاع هذا الامر وانتهى عما نهى عنه، إلا ما يروى [ق 34] عن ابن
مسعود وحده إن صح.
و عجب منهما رواية الصحابة عنه لمجي! الرفع الذي قد نهى عنه
- بزعمكم - وتبليغه للأمة وتعليمهم إياه وإشاعتهم له مع كونه منهيا عنه!
فليتأمل المنصف ما تبلغ نصرة أقوال الرجال والتعصب للمذاهب
بصاحبها، فنسأل الله التوفيق بمنه وكرمه.
(1) كذا في الاصل، ولعلها: " اعجب ".
110

الصفحة 110