كتاب رفع اليدين في الصلاة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
قالوا (1): ولا ندري أعلم صاحب هذا الاستدلال سبب ا لحديث، و ن
القوم كانوا إذا سلموا من الصلاة رفع أحدهم يده اليمنى مشيرا بها إ لى من
عن يمينه، ثم رفع اليسرى مشيرا بها إ لى من عن شماله كذلك، فنهوا عن
ذلك و مروا بالاقتصار على السلام، وقيل لهم: إنما يكفي أحدكم أن يسلم
على أخيه من عن يمينه وعن شماله: السلام عليكم ورحمة الله، السلام
عليكم ورحمة الله، أم لم يعلم أن ذلك هو المنهي عنه؟
فإن كان لا يدري فتلك مصيبة وإن كان يدري فالمصيبة أعظم (2)
قال إمام السنة محمد بن إسماعيل البخاري (3): "و ما احتجاج من لا
يعلم بحديث وكيع، عن الاعمش، عن المسيب بن رافع، عن تميم بن
طرفة، عن جابر بن سمرة، قال: دخل علينا النبي لمجع! م ونحن رافعو (4) أيدينا
في الصلاة فقال: " ما لي أراكم رافعي أيديكم كانها أذناب خيل شمس
اسكنوا في الصلاة " (5)، فإنما كان هذا في التشهد لا في القيام، كان يسلم
بعضهم على بعض، فنهى النبي! م! م عن رفع الأيدي في التشهد. ولا يحتج
بمثل هذا من له حظ من العلم، هذا معروف مشهور لا اختلاف فيه.
(1) أي القائلون بالرفع.
(2) الميت نحوه في قصيدة لصفي الدين ا لحلي (0 75) "ديوانه " (ص 65 - صادر)،
وضمنه المؤلف قصيدته الميمية في كتابه "طريق الهجرتين ": (1/ 2 1 1).
(3) "رفع اليدين " (ص/ 0 9 - 95).
(4) في كتاب البخاري وغيره "رافعي ".
(5) تقدم تخر يجه (ص 9 0 1) وهو عند مسلم.
111