كتاب رفع اليدين في الصلاة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فصل
[قول من غلا فأبطل الصلاة بالرفع]
وأما من غلا في خلاف السنة فابطل الصلاة بالرفع، فيقابله قول من
ابطل الصلاة بتركه، وهم أعذر عند الله ورسوله وعند أهل العلم من
أولئك، فانهم أبطلوا الصلاة لخلوها عما فعله النبي! م! م، وداوم عليه، و مر
أمته أن يقتدوا به في صلاته، وأخذ به أصحابه من بعده، فجرى عندهم
مجرى السجود على ا لجبهة دون الخد، وعلى بطون الكفين دون
ظهورهما، ولانه عبودية لليدين في هذه المواطن؛ فتعطيل الرفع فيها
تعطيل لعبودية بعض البدن، فجرى مجرى تعطيل غيرها من الاعضاء عن
العبودية، ولان الصحابة أنكروا على من لم يرفع، وعاقبه بعضهم بأن
حصبه على تركه، ولان مداومة النبي كلم! م أمارة وجوبه.
قالوا: و ين إبطال الصلاة بالقهقهة من إبطا لها بترك الرفع إ؟ وكذلك
اين إبطالها بترك التسمية التي صح عن النبي عقيم وخلفائه ترك ا لجهر بها
ولم يصح عنهم قراءتها= من إبطالها بترك الرفع؟!
قالوا: وكذلك من أبطلها بترك التسبيح في الركوع والسجود، وسؤال
المغفرة بين [ق 92] السجدتين، بل من أبطلها بترك التأمين والاستفتاج
والاستعاذة، وترك التعوذ في التشهد الاخير كقول طاووس ومن اتبعه،
ومن أبطلها بترك مباشرة المصلى با لجبهة، ومن بطلها بترك الاعتماد في
السجود، ومن أبطلها بترك تكبيرة من تكبيرات الانتقال أو ثلاث عمدا،
ومن أبطلها بترك التسليمة الثانية عمدا، ومن أبطلها بترك التشهد الاول =
272

الصفحة 272