كتاب رفع اليدين في الصلاة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

قلت: وقد قال عاصم الاحول: رأيت حفصة بنت سيرين تصلي، فإذا
ركعت رفعت يديها عند ثدييها (1).
وحجة من لم يستحب لها الرفع: أن المرأة تخالف الرجل في
الهيئات، ولهذا لا تجافي ولا تفترش ولا ترفع صوتها بتكبير ولا قراءة،
فكذلك رفع اليدين.
ومن استحبه أجاب عن هذا بأن زمن التجا في والافتراش يطول،
بخلاف زمن رفع اليدين فانه يسير جدا، فهو بمنزلة حركة سائر بدنها، وهذا
أرجح، والله أعلم.
ولنقتصر على هذا القدر بعد الاعتذار - لمن عساه يقف على هذا
الكتاب - بقلة البضاعة، وتشتت العزمات، وكثرة الصوارف عن حق العلم
وموجبه، وقلة الاعوان وكثرة المعارضات، وكل من هذه معاد للعلم
ولطلبه. فما كان في هذا الكتاب من خطأ وزلل؛ فمن نفسي ومن الشطان،
والله بريء منه ورسوله. وما كان فيه من صواب؛ فمن الله وحده وهو المان
به، والملهم له، والمعين عليه، والفاتح لابوابه، وا لميسر لاسبابه، ولم أقصد
فيه إلا نصرة ا لحق دون التعصب واتباع الهوى، فإنهما يصدان عن ا لحق،
ويحرمان الاجر، ويبعدان عن الله ورسوله، ويوجبان مقته، ويخرجان
صاحبهما عن درجة الوراثة النبوية، ويدخلانه في أهل الاهواء والعصبية.
__________
(1) أخرجه ابن أبي شيبة (0 9 4 2).
297

الصفحة 297