كتاب رفع اليدين في الصلاة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وقال الحاكم: خبر ابن مسعود مختصر، وعاصم بن كليب لم يخرج
حديثه في الصحيح (1).
قلت: ولتس كما قال الحاكم، فقد احتج به مسلم، إلا أنه ليس في
الحفط بذاك.
و ما إنكار سماع عبد الرحمن من علقمة فليس بشيء، فقد سمع منه
وهو ثقة، وأدخل على عائشة وهو صبي (2)، ولكن معارضة سا لم عن ابيه
(1)
(2)
ذكره المصنف في " تهذيب السنن ": (1/ 377). ونقله عنه تلميذه البيهقي في
"الخلافيات - مختصره ": (2/ 75)، والزيلعي في "نصب الراية ": (1/ 395) نقلا عن
السنن للبيهقي، ولم اجده فيه. ونصه في "الخلافيات ": "هذا الخبر مختصر من أصله،
وعاصم بن كليب لم يخرح حديثه في الصحيحين (كذا وصوابه: الصحيح) وذلك أنه
كان يختصر الاخبار ويوديها على المعنى، وهذه اللفظة ا لم يعد) غير محفوظة في
الخبر". وعلق البيهقي: "يريد - والله أعلم - صحيح البخاري لان مسلما قد اخرح حديثه
عن أبي بردة عن علي رضي الله عنه عن النبي لمجيم في مسالة ا لحلي والسواد" اهـ. قلت:
كذا (ا لحلي والسواد) ولعله مصحف عن: (ا لهدى والسداد). وأراد البيهقي حديث
مسلم رقم (5 272): " عن عاصم بن كليب عن أبي بردة عن علي قال: قال لي رسول الله
مج! برو: قل: اللهم اهدني وسددني، و 1 ذكر با لهدى هدايتك الطريق، والسداد سداد السهم ".
قال ابن دقيق العيد في رد هذه العلة: "إنه غير قادح، فإنه عن رجل مجهول، وقد تتبعت
هذا القائل فلم أجده، ولا ذكره ابن ابي حاتم في مراسيله، وإنما ذكره في كتاب ا لجرح
والتعديل (5/ 9 0 2)، فقال: وعبد الرحمن بن الاسود، دخل على عائشة وهو صغير،
ولم يسمع منها، وروى عن بيه وعلقمة، ولم يقل: إنه مرسل، وذكره ابن حبان في كتاب
الثقات (5/ 78)، وقال: إنه مات سنة تسع وتسعين، وكان سنه سن إبراهيم النخعي، فإذا
كان سنه سن النخعي، فما المانع من سماعه عن علقمة، مع الاتفاق على سماع النخعي
منه؟! ومع هذا كله، فقد صرح ا لحافظ أبو بكر ا لخطيب في كتاب المتفق والمفترق
(رقم 4 81) في ترجمة عبد الرحمن هذا، أنه سمع أباه وعلقمة، انتهى ". نقله في "نصب
الراية ": (1/ 395) عن كتاب "الإمام " وليس في المطبوع منه.
52

الصفحة 52