كتاب رفع اليدين في الصلاة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
وظن بعضهم أن الرفع منسوخ من قوله: قد كنا نفعل ذلك في أول
الاسلام، وهذا من فرط قصوره في السنة؛ إذ الاشارة فيه (1) إ لى التطبيق (2)
و نه كان في أول الاسلام، ثم أمروا بوضع الايدي على (3) الركب.
وضعف أيضا هذا الحديث أبو حاتم البستي في كتاب أفرده في
الصلاة، فقال فيه: وهذا الحديث له علة توهنه؛ لأن وكيعا اختصره من
حديث طويل، ولفظة " لم يعد" إنما كان وكيع يقولها في اخر ا لحديث من
قبله، وقبلها: يعني (4)، فربما سقط " يعني ".
وقد تقدم تضعيف البخاري وابن المبارك و حمد بن حنبل ويحى ابن
ادم، وضعفه الدارمي وا لحميدي الكبير، والدارقطني والبيهقي. وهؤلاء
أئمة هذا الشأن في زمانهم.
قال البخاري (5): " ولم يثبت عند أهل النظر ممن أدركنا من أهل
(1) طمست في الاصل وبقي بعض أئرها، وسقطت من (ف).
(2) التطبيق هو: أن يجعل المصلي إحدى كفيه على الاخرى، ثم يجعلهما بين ركبتيه إذا
ركع. قاله في "المغني ": (2/ 175).
(3) مطموسة في الاصل.
(4) " يعني" ملحقة في الهامش ولم تظهر بسبب الطمس، والمثبت من " تهذيب السنن ":
(1/ 378) للمؤلف فقد نقل النص نفسه هناك.
(5) كتاب "الر ": (ص/ 96) 5 وعنده تقديم أثر ا لحسن وابن سيرين على حديث ابن عمر
رضي الله عنهماه وأخرجه أيضا البخاري في "صحيحه " رقم (738)، ومسلم رقم (0 39).
57