كتاب رفع اليدين في الصلاة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

الرأي الراجح، ويأخذ بيده إ لى الصواب دون أن يلجئه إليه إ لجاء، وسبيله
في ذلك: كثرة الادلة، وقوة الحجج التي يسوقها لطرفي النزاع، وسداد
الاجوبة، ورد الاعتراضات، وهذا ظاهر في كتابنا بحمد الله تعا لى لا خفاء
به، إذ استغرق الاستدلال والاحتجاج للقائلين بالرفع أكثر من (0 20)
صفحة، وللفريق الاخر نحو (33) صفحة.
على أن المؤلف قد نص على اختياره في عدد من كتبه، وصزح بذلك
تصريحا لا مزيد عليه في كتابه " زاد المعاد": (1/ 18 2 - 19 2) قال: " وروى
رفع اليدين عنه في هذه المواطن الثلاثة (يعني للاحرام والركوع والرفع منه)
نحو من ثلاثين نفسا، واتفق على روايتها العشرة، ولم يثبت عنه خلاف ذلك
ألبتة، بل كان ذلك هديه دائما إ لى أن فارق الدنيا، ولم يصح عنه حديث البراء:
" ثم لا يعود" بل هي من زيادة يزيد بن [أبي] زياد. فليس ترك ابن مسعود الرفع
مما يقدم على هديه المعلوم، فقد ترك من فعل ابن مسعود في الصلاة أشياء
ليس معارضها مقاربا ولا مدانيا للرفع، فقد ترك من فعله التطبيق والافتراش
في السجود، ووقوفه إماما بين الاثنين في وسطهما دون التقدم عليهما،
وصلاته الفرض في البيت باصحايه بغير أذان ولا إقامة لاجل تأخير الامراء.
و ين الاحاديث في خلاف ذلك من الاحاديث التي في الرفع كثرة وصحة
وصراحة وعملا، وبالله التوفيق "اهـ.
وللمصنف رحمه الله اهتمام لإفراد جملة من المسائل الفقهية بمؤلفات
خاصة، ينتهج فيها نهجا واحدا من تحرير الاقوال، واستيعاب الادلة، والنظر فيها
على طريقة الاجتهاد، وترجيح ما ينصره الدليل والبرهان، مثل: " إغاثة اللهفان

الصفحة 6