كتاب رفع اليدين في الصلاة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

تمهيد في
سبب عناية العلماء بهذه المسألة، وذكر المؤلفات فيها
* سبب عناية العلماء بهذه المسألة
ألف جمع من العلماء المتقدمين والمتأخرين مصنفات مفردة في
هذه المسألة، ولم يقتصر التاليف فيها على مذهب دون آخر، بل ألف فيها
أصحاب المذاهب الاربعة وغيرها، وقد أشار إلى سبب عنايتهم بذلك
عدد منهم، قال الامام أبو زكريا النواوي الشافعي (676): " اعلم أن هذه
مسألة مهمة جدا، فان كل مسلم يحتاج إليها في كل يوم مرات متكاثرات،
لا سيما طالب الاخرة ومكثر الصلاة؛ ولهذا اعتنى العلماء بها أشد اعتناء،
حتى صنف الامام أبو عبدالله البخاري كتابا كبيرا في إثبات الرفع في هذين
الموضعين والانكار الشديد على من خالف ذلك، فهو كتاب نفيس. . ." (1).
وكذلك الحافظ زين الدين ابن رجب الحنبلي (795) قال: " وسبب
اعتنائهم بذلك: أن جميع أمصار المسلمين، كالحجاز واليمن ومصر
والعراق كان عامة أهلها يرون رفع الايدي في الصلاة عند الركوع والرفع
منه، سوى أهل الكوفة، فكانوا لا يرفعون أيديهم في الصلاة إلا في افتتاج
الصلاة خاصة، فاعتنى علماء الامصار بهذه المسألة، والاحتجاج لها،
والرد على من خالفها.
(1) " المجموع شرح المهذب ": (3/ 399).

الصفحة 9