كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
قال: "والصحيح الذي عليه علماء البيان (¬1) لا يتخطَّونه: أنَّ المثَلَين (¬2) جميعًا من جهة التمثيلات المتركبة دون المفرقة، لا يُتكلف لواحدٍ واحدُ شيءٍ يقدر شبهه به، وهذا (¬3) القول الفحل، والمذهب الجزل. بيانه: أن العرب تأخذ أشياء فرادى، معزولًا بعضها من بعض، لم يأخذ هذا بحجزةِ ذاك فتشبهها بنظائرها، كما جاء في القرآن، حيث شبَّه كيفية حاصلة من مجموع أشياء [ب/ ق 10 أ] قد تضامَّت وتلاصقت حتى عادت شيئًا واحدًا = بأخرى مثلها، كقوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ...} [الجمعة: 5]، الغرض تشبيه حال اليهود في جهلها بما معها من التوراة وآياتها الباهرة بحال الحمار في جهله بما يحمل من أسفار الحكمة، وتساوي الحالتين (¬4) عنده من حمل أسفار الحكمة وحمل ما سواها من الأحمال، ولا يشعر بذلك إلا بما يمر بدفيه (¬5) من الكدِّ والتعب.
وكقوله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ...} [الكهف: 45]،
¬__________
(¬1) في (ب): "أهل البيان"، وقد انطمست في (ظ).
(¬2) في (الكشاف): "التمثيلين"، والمثبت من جميع النسخ.
(¬3) كذا في جميع النسخ، وفي (الكشاف): "وهو".
(¬4) في (أ، ت): "الحالين".
(¬5) في (ظ): "بدفتيه"، ووقع في (ت): "فيه" مكان "بدفيه".