كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

والمعنى على هذا: أنتم شرعتم (¬1) لنا تكذيب الرسل، ورد ما جاءوا به، والشرك بالله سبحانه وتعالى وبدأتم به، وتقدمتمونا إليه فدخلتم النار قبلنا فبئس القرار، أي: بئس المستقر والمنزل.
والقول الثاني: إن الضمير في قوله: {أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا} ضمير العذاب وصلي النار. والقولان متلازمان وهما حق.
وأما القائلون {رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ} [ص / 61]، فيجوز أن يكون (¬2) الأتباع دعوا على سادتهم وكبرائهم وأئمتهم به، لأنهم الذين حملوهم عليه ودعوهم إليه.
ويجوز أن يكون (¬3) جميع أهل النار سألوا ربهم أن يزيد من سنّ لهم الشرك وتكذيب الرسل صلى الله عليهم وسلم ضِعفًا (¬4)، وهم الشياطين.

فصل
القسم الثالث: الذين قبلوا ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - وآمنوا به ظاهرًا وجحدوه وكفروا به باطنًا، وهم: المنافقون، الذين ضُرب لهم هذان
¬__________
(¬1) في (ب): "شرعتموه".
(¬2) في (أ، ت): "يكونوا".
(¬3) في أ، ب، ت): "يكونوا".
(¬4) في (أ): "عذابًا ضعفًا".

الصفحة 54