كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

لم يخرج منها قط.
ومنها: أن [ب/ ق 13 أ] في هذا المثل إيذانًا وتنبيهًا على حالهم في الآخرة، وأنهم يعطون نورًا ظاهرًا كما كان نورهم في الدنيا ظاهرًا، ثم يطفأ ذلك النور أحوج ما يكونون (¬1) إليه، إذ لم تكن له مادة باقية تحمله ويبقون في الظلمة على الجسر (¬2) لا يستطيعون العبور، فإنه لا يمكن أحدًا عبوره إلا بنورٍ ثابت يصحبه حتى يقطع الجسر فإن لم يكن لذلك النور مادة من العلم النافع والعمل الصالح وإلا (¬3) ذهب الله تعالى به أحوج ما كان (¬4) إليه صاحبه، فطابق مَثَلهم في الدنيا بحالهم (¬5) التي هم عليها في هذه الدار، وبحالهم يوم القيامة عندما تُقسم الأنوار دون الجسر، ويثبت نور المؤمنين ويطفأ نور المنافقين.
ومن هاهنا تعلم السِّرَّ في قوله تعالى: {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ} [البقرة: 17]، ولم يقل: أذهب الله نورهم، فإن أردت زيادة بيان وإيضاح فتأمل ما رواه
¬__________
(¬1) في (ظ): "يكون" وهو خطأ. وفي (أ، ت): "يكونوا".
(¬2) في (ب): "ويبقوا على الجسر في الظلمة"، والصواب ما أثبتُّه.
(¬3) كذا في جميع النسخ! ولا يستقيم المعنى إلا بحذفها، وهو استعمال عامِّي ملحون في زمن المؤلف، وله أمثلة كثيرة في كتب المؤلف وشيخه وغيرهما. انظر طريق الهجرتين (1/ 44 - 45) مع تعليق محققه عليه.
(¬4) في نسخةٍ على حاشية (ت): "يكون".
(¬5) في (ب): "بحالتهم".

الصفحة 63