كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
وتأمل ما في هذه الآيات من الرد على طوائف المعطلين والمشركين، فقوله: {... خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ..} يتضمن: إبطال قول الملاحدة القائلين بقِدَم العالم، وأنه لم يزل، وأن الله سبحانه لم يخلقه بقدرته ومشيئته. ومن أثبت منهم وجود الرب جعله لازمًا لذاته أزلًا (¬1) وأبدًا غير مخلوق، كما هو [ظ/ ق 16 أ] قول ابن سينا والنصير الطوسي وأتباعهما من الملاحدة الجاحدين لِمَا اتَّفقت عليه الرسل عليهم الصلاة والسلام والكتب، وشهدت به العقول والفِطَر.
وقوله تعالى: {... ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ...} يتضمن: إبطال قول المعطلة والجهمية الذين يقولون: ليس على العرش شيء (¬2) سوى العدم، وإن الله ليس مستويًا على عرشه، ولا ترفع إليه الأيدي، ولا يصعد إليه الكلم الطيب، ولا رفع المسيح عليه الصلاة والسلام إليه، ولا عرج برسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - إليه، ولا تعرج الملائكة والروح إليه، ولا ينزل من عنده جبريل عليه الصلاة والسلام ولا غيره، ولا ينزل هو كل ليلة إلى السماء (¬3) الدنيا، ولا يخافه عباده من الملائكة وغيرهم من
¬__________
(¬1) في (ب): "أولًا"، وهو خطأ.
(¬2) من (أ، ت، ظ).
(¬3) في (أ، ب، ت، ع): "سماء".