كتاب غربة الإسلام (اسم الجزء: 1)

وقد أخرج البخاري رحمه الله تعالى حديث أبي هريرة في موضع آخر من كتاب الأدب المفرد وترجم له بقوله: باب نقش البنيان، وأورد فيه أيضا حديث المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينهى عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإشاعة المال»، وحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لن يُنجي أحدا منكم عمل ..» الحديث، وفيه: «سددوا وقاربوا، والقصد تبلغوا»، وظاهر صنيع البخاري رحمه الله في إيراد هذين الحديثين في باب نقش البنيان أنه أراد الاستدلال بهما على أن نقش البنيان لا يجوز لأمرين:
أحدهما: أن فيه إضاعة للمال، وقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن إضاعة المال.
الثاني: أنه إسراف وبذخ مخالف لما أمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الاقتصاد في جميع الأمور، ولزوم العدل والاستقامة، والله أعلم.
الحديث الثالث والثلاثون بعد المائة: عن عبد الله الرومي قال: دخلت على أم طلق فقلتُ: ما أقصر سقف بيتك هذا! قالت: يا بني إن أمير المؤمنين عُمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كتب إلى عُمّاله: أن لا تطيلوا بناءكم فإنه من شر أيامكم. رواه البخاري في الأدب المفرد.
الحديث الرابع والثلاثون بعد المائة: عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً شبراً وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضبٍّ تبعتموهم» قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: «فمن؟» متفق عليه.

الصفحة 109