كتاب غربة الإسلام (اسم الجزء: 1)

ذهب الرجال المُقتدَى بفعالهم ... والمُنكِرون لكل أمر منكر
وبقيت في خَلَفٍ يُزيِّن بعضهم ... بعضا ليدفع مُعوِرٌ عن مُعوِر
فَطِنٌ لكل مصيبة في ماله ... وإذا أصيب بِدِيْنِهِ لم يشعر

وقول الطغرائي:
غاض الوفاء وفاض الجُور وانفجرتْ ... مسافة الخُلْف بين القول والعمل
وشان صدقَك عند الناس كِذْبُهم ... وهل يُطَابَق مُعوَجٌّ بمعتدل

وقال الشاطبي:
وهذا زمان الصبر من لك بالتي ... كقبض على جمر فتنجو من البلا

وذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في بدائع الفوائد أبياتا لبعضهم وهي:
قد عرف المنكر وأنكر المـ ... ـعروف في أيامنا الصعبة
وصار أهل العلم في وهدة ... وصار أهل الجهل في رتبة
فقلت للأبرار أهل التقى ... والدين لما اشتدت الكربة
لا تنكروا أحوالكم قد أتت ... نوبتكم في زمن الغربة

وقال البخاري رحمه الله تعالى في تاريخه الصغير: حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا محمد بن مهاجر، حدثنا الزبيدي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: يا ويح لبيد حيث يقول:
ذهب الذين يُعاش في أكنافهم ... وبقيتُ في خَلَف كجلد الأجرب

فكيف لو أدرك زمانا؟ قال عروة: رحم الله عائشة كيف لو أدركت زماننا؟ قال الزهري: رحم الله عروة كيف لو أدرك زماننا؟ قال الزبيدي: رحم الله الزهري كيف لو أدرك زماننا؟!

الصفحة 119