كتاب غربة الإسلام (اسم الجزء: 1)

وقد رواه ابن جرير في تهذيب الآثار فقال: حدثني أبو حميد الحمصي أحمد بن المغيرة، حدثنا عثمان بن سعيد عن محمد بن مهاجر، حدثني الزبيدي عن الزهري، عن عروة، عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: يا ويح لبيد حيث يقول:
ذهب الذين يُعاش في أكنافهم ... وبقيت في خَلَفٍ كجلد الأجرب

قالت عائشة: فكيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال عروة: رحم الله عائشة، فكيف لو أدركت زماننا هذا؟ ثم قال الزهري: رحم الله عروة فكيف لو أدرك زماننا هذا؟ ثم قال الزبيدي: رحم الله الزهري، فكيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال محمد: وأنا أقول رحم الله الزبيدي، فكيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال أبو حميد: قال عثمان ونحوه نقول: رحم الله محمدا فكيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال ابن جرير: قال لنا أبو حميد: رحم الله عثمان، فكيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال ابن جرير: رحم الله أحمد بن المغيرة، فكيف لو أدرك زماننا هذا؟ نقله صاحب "كنز العمال" صفحة 258 ج7 في آخر أشراط الساعة.
قلت: رحمة الله علينا وعليهم أجمعين إذا كان هذا قولهم في القرن الأول الذي هو خير قرون هذه الأُمَّة بنص رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكيف يقال فيما بعده من القرون إلى زماننا هذا في أواخر القرن الرابع عشر؟! فالله المستعان.
وذكر ابن الأثير أن عائشة -رضي الله عنها- تمثلت ببيت آخر للبيد وهو قوله:
يتحدثون مخانة وملاذة ... ويعاب قائلهم وإن لم يَشْغَب

وقال ابن عبد البر في الاستيعاب: قالت عائشة رضي الله عنها: رحم الله

الصفحة 120