كتاب غربة الإسلام (اسم الجزء: 1)

فنشكو إلى الله القلوب التي قست ... وران عليها كسب تلك المآثم
ألسنا إذا ما جاءنا متضمخ ... بأوضار [أهل] (¬1) الشرك من كل ظالم
نَهشُّ إليهم بالتحية والثنا ... ونهرع في إكرامهم بالولائم
وقد برئ المعصوم من كل مسلم ... يقيم بدار الكفر غير مصارم
ولا مظهر للدين بين ذوي الردى ... فهل كان منا هجر أهل الجرائم
ولكنما العقل المعيشي عندنا ... مُسَالمة العاصين من كل آثم
فيا محنة الإسلام من كل جاهل ... ويا قلة الأنصار من كل عالم
وهذا أوان الصبر إن كنت حازما ... على الدين فاصبر صبر أهل العزائم
فمن يتمسك بالحنيفية التي ... أتتنا عن المعصوم صفوة آدم
له أجر خمسين امرئ من ذوي الهدى ... من الصحب أصحاب النبي الأكارم
فنُح وابكِ واستنصر بربك راغبا ... إليه فإن الله أرحم راحم
لينصر هذا الدين من بعد ما عفت ... معالمه في الأرض بين العوالم

أقول: رحمة الله علينا وعلى الشيخ سليمان، كيف لو رأى ما حدث بعده من العظائم التي كان يخشى وقوعها في قوله:
وإني لأخشى أن تجيء عواضل ... وليس لها من منكر حين تفتعل

فقد وقع الأمر كما قال رحمه الله تعالى، وجاءت عواضل كثيرة فلم
¬__________
(¬1) ساقطة من الأصل، والتصحيح من ديوان الشيخ المسمى (عقود الجواهر المنضدة الحسان شعر سليمان بن سحمان) ص459.

الصفحة 27