كتاب غربة الإسلام (اسم الجزء: 1)

ذهب النصيح لربه ونبيه ... وإمامه نصحا تحقق عزمه
لم يبق إلا عالم هو مُرتشٍّ ... أو حاكم يغشى الرعية ظلمة
والصالحون على الذهاب تتابعوا ... فكأنهم عقد تناثر نظمه
لم يبق إلا راغب هو مُظهر ... للزهد والدنيا الدنية همه
لولا بقايا سُنَّة ورجالها ... لم يبق نهج واضح نأتمّه
يا مقبلا في جمع دنيا أدبرتْ ... كبناءٍ استولى عليه هدمه
هذي أمارات القيامة قد بدت ... لمُبَصَّر سَبَرَ العواقبَ فهمه
ظهرت طغاة الترك واجتاحوا الورى ... وأبادهم هرج شديد حطمه
والشمس آن طلوعها من غربها ... وخروج دجال فظيع غشمه
وآن ليأجوج الخروج عقيبه ... من خلف سد سوف يفتح ردمه
فاعمل ليوم لا مردَّ لوقعه ... يُقصي الوليدَ به أبوه وأمه

الصفحة 29