كتاب غربة الإسلام (اسم الجزء: 1)

الحديث الحادي والعشرون: عن عمرو بن قيس الكندي قال: كنت مع أبي الفوارس وأنا غلام شاب فرأيت الناس مجتمعين على رجل، قلت: من هذا؟ قالوا: عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، فسمعته يُحدِّث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من اقتراب الساعة أن ترفع الأشرار، وتوضع الأخيار، ويفتح القول، ويخزن العمل، ويقرأ بالقوم المثناة ليس فيهم أحد ينكرها» قيل: وما المثناة؟ قال: «ما اكتتبت سوى كتاب الله عز وجل» رواه الحاكم في مستدركه وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي في تلخيصه.
وعن عمرو بن قيس السكوني قال: خرجت مع أبي في الوفد إلى معاوية فسمعت رجلا يحدّث الناس يقول: «إن من أشراط الساعة أن ترفع الأشرار، وتوضع الأخيار، وأن يخزن الفعل والعمل، ويظهر القول، وأن يقرأ بالمثناة في القوم ليس فيهم من يغيرها أو ينكرها» فقيل: وما المثناة؟ قال: «ما اكتتبت سوى كتاب الله عز وجل» قال: فحدثت بهذا الحديث قوما وفيهم إسماعيل بن عبيد الله فقال: أنا معك في ذلك المجلس، تدري من الرجل؟ قلت: لا، قال: عبد الله بن عمرو. رواه الحاكم في مستدركه وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في تلخيصه.
الحديث الثاني والعشرون: عن أبي أمامة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن لكل شيء إقبالا وإدبارا، وإن من إقبال هذا الدين ما كنتم عليه من العمى والجهالة وما بعثني الله به، وإن من إقبال هذا الدين أن تفقه القبيلة بأسرها حتى لا يوجد فيها إلا الفاسق والفاسقان، فهما مقهوران ذليلان إن تكلما قُمعا وقُهرا واضطهدا، وإن من إدبار هذا الدين أن تجفو القبيلة بأسرها حتى

الصفحة 48