كتاب غربة الإسلام (اسم الجزء: 2)

هذه الأمة».
وله أيضًا شاهد في مسند الإمام أحمد من حديث عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكر الحديث وفيه: «وينزل عيسى ابن مريم عليه السلام عند صلاة الفجر، فيقول له أميرهم: يا روح الله، تقدم صل، فيقول: هذه الأمة أمراء بعضهم على بعض، فيتقدم أميرهم فيصلي» الحديث.
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في بني تميم: «هم أشد أمتي على الدجال».
وبنو تميم قبيلة كبيرة من العرب.
ففي هذين الحديثين؛ حديث أبي أمامة، وحديث أبي هريرة -رضي الله عنهما- دليل على أن العرب هم الطائفة التي تقاتل المسيح الدجال، ويدخل مع العرب تبعًا من كان متمسكًا بالكتاب والسنة من غيرهم.
قال النووي رحمه الله تعالى: يحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين، منهم شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدثون، ومنهم زهاد، وآمرون بالمعروف، وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين، بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض، قال: وفيه دليل لكون الإجماع حجة، وهو أصح ما استدل به له من الحديث. انتهى.
واحتج به الإمام أحمد رحمه الله تعالى على أن الاجتهاد لا ينقطع ما

الصفحة 493