كتاب غربة الإسلام (اسم الجزء: 1)

حديث علي وأبي هريرة وغيرهما مما هو مذكور في هذا الفصل.
الحديث الحادي والثلاثون: عن علي أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء» قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: «إذا كان المغنم دولا، والأمانة مغنما، والزكاة مغرما، وأطاع الرجل زوجته وعق أمه، وبر صديقه وجفا أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأُكرِم الرجل مخافة شره، وشُربت الخمور، ولُبس الحرير، واتخذت القيان والمعازف، ولعن آخرُ هذه الأمة أوَّلَها فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء أو خسفا أو مسخا» رواه الترمذي وقال: هذا حديث غريب.
الحديث الثاني والثلاثون: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا اتخذ الفيء دولا، والأمانة مغنما، والزكاة مغرما، وتعلم لغير الدين، وأطاع الرجل امرأته وعق أمه، وأدنى صديقه وأقصى أباه، وظهرت الأصوات في المساجد، وساد القبيلةَ فاسقُهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأُكرم الرجل مخافة شرِّه، وظهرت القينات والمعازف، وشربت الخمور، ولعن آخرُ هذه الأمة أوَّلَها فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء وزلزلة وخسفا ومسخا وقذفا وآيات تتابع كنظام بال قطع سلكه فتتابع» رواه الترمذي وقال: هذا حديث غريب.
قوله: «وظهرت الأصوات في المساجد»، وفي الحديث الذي قبله: «وارتفعت الأصوات في المساجد» يعني -والله أعلم-: أصوات الفسقة كما جاء مصرحا به في حديث حذيفة الذي قبله، ولعل من مصداق هذه

الصفحة 52