كتاب غربة الإسلام (اسم الجزء: 1)

يتمنين أحدكم الموت» فقال: إني أبادر خصالا سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتخوفهن على أمته؛ بيع الحكم، والاستخفاف بالدم، وقطيعة الرحم، وقوم يتخذون القرآن مزامير؛ يقدمون أحدهم ليس بأفقههم ولا أفضلهم إلا ليغنيهم به غناء. وذكر خلتين آخرتين.
قال: وحدثنا يعقوب بن إبراهيم، عن ليث بن أبي سليم، عن عثمان بن عمير، عن زاذان، عن عابس الغفاري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل ذلك أو نحوه.
وقد رواه البخاري في التاريخ الكبير من حديث ليث، عن عثمان، عن زاذان، سمع عباسا الغفاري قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يتخوفهن على أمته من بعد: «إمارة السفهاء، وبيع الحكم، واستخفاف بالدم، وقطيعة الرحم، وكثرة الشُرط، ونشو يتخذون القرآن مزامير؛ يتغنون غناء، يقدمون الرجل ليس بأفقههم ولا بأعلمهم لا يقدمونه إلا ليتغنى بهم» ثم رواه من طريق زاذان، عن عليم، سمع عابسا الغفاري.
ورواه الطبراني في معجمه الكبير من حديث زاذان، عن عليم قال: كنا جلوسا على سطح ومعنا رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال عليم: لا أعلمه إلا عابس أو عبس الغفاري- والناس يخرجون في الطاعون فقال: يا طاعون خذني، ثلاثا، فقلت: ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يتمنى أحدكم الموت، فإنه عند انقطاع عمله ولا يرد فيستعتب» فقال: سمعته يقول: «بادروا بالأعمال ستا؛ إمارة السفهاء، وكثرة الشُرط، وبيع الحكم، واستخفافا بالدم، وقطيعة الرحم، ونشئا يتخذون القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليغنيهم وإن كان أقلهم فقها».

الصفحة 56