كتاب غربة الإسلام (اسم الجزء: 1)

أصحابه - رضي الله عنهم - لم يُنقل عن أحد منهم أنه كان يعلم في التجويد ومخارج الحروف، ولو كان خيرا لسبقوا إليه، ومعلوم ما فتح عليهم من أمصار العجم من فرس وروم وقبط وبربر وغيرهم وكانوا يعلمونهم القرآن بما يسهل على ألسنتهم ولم ينقل أنهم كانوا يعلمونهم مخارج الحروف، ولو كان التجويد لازما ما أهملوا تعلمه وتعليمه.
الخامسة: ذم المتكلفين في القراءة، المتعمقين في إخراج الحروف.
السادسة: الرد على من زعم أن قراءة القرآن لا تجوز بغير التجويد، أو أن ترك التجويد يخل بالصلاة، وقد أخبرني بعض أئمة المسجد النبوي أن جماعة من المتكلفين أنكروا عليه إذ لم يقرأ في الصلاة بالتجويد، وما علم أولئك المتكلفون الجاهلون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقر العربي والعجمي والأحمر والأبيض والأسود على قراءتهم وقال لهم: «كل حسن»، وذم المتكلفين الذين يقيمونه كما يقام القدح والسهم ويثقفونه ويتنطعون في قراءته كما هو الغالب على كثير من أهل التجويد في هذه الأزمان، فالله المستعان.
السابعة: الأمر بقراءة القرآن ابتغاء وجه الله عز وجل.
الثامنة: ذم من يأخذ على القراءة أجرا كما عليه كثير من قُرَّاء الإذاعات ونحوهم، وأردأ منهم من يجعل القرآن وسيلة لسؤال الناس، وقد رأيتهم يفعلون ذلك في المسجد الحرام؛ يجلس أحدهم فيقرأ قراءة متكلفة يتنطع فيها، ويعالج في إخراجها أعظم شدة ومشقة، وتنتفخ أوداجه، ويحمرّ وجهه ويكاد يغشى عليه مما يصيبه من الكرب في تكلفة وتنطعه، ويفرش عنده منديلا

الصفحة 59