كتاب غربة الإسلام (اسم الجزء: 1)

العلم والحديث ورعاة الدين الذين جمعوا بين العلم والعمل، لا الفساق والسفهاء الذين حملوا العلم ثم لم يحملوه بل أهانوه ودنسوه بالأطماع واتباع الشهوات والأهواء، فكانوا كمثل الحمار يحمل أسفارا.
ومما يدل على أن العموم غير مراد ما جاء في سنن ابن ماجة وصحيح ابن حبان من حديث أبي عنبة الخولاني قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته»، قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: هم أصحاب الحديث.
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: «غرس الله» هم أهل العلم والعمل، فلو خلت الأرض من عالم خلت من غرس الله، وأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه لا تزال طائفة من أمته على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم إلى قيام الساعة، فلا يزال غرس الله الذين غرسهم في دينه يغرسون العلم في قلوب من أهَّلهم الله لذلك وارتضاهم فيكونوا ورثة لهم كما كانوا هم ورثة لمن قبلهم، فلا تنقطع حجج الله والقائم بها من الأرض. انتهى.
الحديث الثالث والخمسون: عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: «لا يزال الناس مشتملين بخير ما أتاهم العلم من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - وأكابرهم، فإذا أتاهم العلم من قبل أصاغرهم، وتفرقت أهواؤهم هلكوا» رواه أبو عبيد ويعقوب بن شيبة والطبراني.
ورواه أبو نعيم في الحلية من حديث إبراهيم بن أدهم عن شعبة بن الحجاج قال: أنبأنا أبو إسحاق الهمداني، عن سعيد بن وهب، عن عبد الله

الصفحة 75