كتاب غربة الإسلام (اسم الجزء: 1)

بن مسعود قال: «لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم من علمائهم وكبرائهم وذوي أسنانهم، فإذا أتاهم العلم عن صغارهم وسفهائهم فقد هلكوا».
الحديث الرابع والخمسون: عن أبي أمية الجمحي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن من أشراط الساعة أن يُلتمس العلم عند الأصاغر» رواه الطبراني.
الحديث الخامس والخمسون: عن زياد بن لبيد - رضي الله عنه - قال: ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئا فقال: «ذاك عند أوان ذهاب العلم» قلت: يا رسول الله، وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن، ونقرئه أبناءنا، ويقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة؟ فقال: «ثكلتك أمك يا زياد، إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة؛ أوليس هذه اليهود والنصارى يقرؤون التوراة والإنجيل لا يعملون بشيء مما فيهما» رواه الإمام أحمد وابن ماجة، والحاكم في مستدركه وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وأقره الذهبي في تلخيصه.
الحديث السادس والخمسون: عن جبير بن نفير، عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشخص ببصره إلى السماء ثم قال: «هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء» فقال زياد بن لبيد الأنصاري: كيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن؟ فوالله لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا، قال: «ثكلتك أمك يا زياد، إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة، هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم».
قال جبير: فلقيت عبادة بن الصامت فقلت: ألا تسمع ما يقول أخوك أبو الدرداء؟ فأخبره بالذي قال أبو الدرداء، قال: صدق أبو الدرداء، إن

الصفحة 76