كتاب غربة الإسلام (اسم الجزء: 1)

شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس الخشوع، يوشك أن تدخل مسجد الجامع فلا ترى فيه رجلا خاشعا.
رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي في تلخيصه.
الحديث السابع والخمسون: عن جبير بن نفير قال: قال عوف بن مالك الأشجعي - رضي الله عنه -: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نظر إلى السماء يوما فقال: «هذا أوان يرفع العلم» فقال له رجل من الأنصار يقال له ابن لبيد: يا رسول الله، كيف يرفع العلم وقد أثبت في الكتاب ووعته القلوب؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن كنت لأحسبك من أفقه أهل المدينة، ثم ذكر ضلالة اليهود والنصارى على ما في أيديهم من كتاب الله»، قال: فلقيت شداد بن أوس فحدثته بحديث عوف بن مالك فقال: صدق عوف، ألا أخبرك بأول ذلك يرفع؟ قلت: بلى، قال: الخشوع، حتى لا ترى خاشعا. رواه الحاكم في مستدركه، وأبو نعيم في الحلية، وهذا لفظ الحاكم وقال: صحيح، وقد احتج الشيخان بجميع رواته، ووافقه الحافظ الذهبي.
الحديث الثامن والخمسون: عن أبي ذر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنكم في زمان علماؤه كثير وخطباؤه قليل، من ترك فيه عُشر ما يعلم هوى، وسيأتي على الناس زمان يقل علماؤه ويكثر خطباؤه، من تمسك فيه بعُشر ما يعلم نجا» رواه الإمام أحمد.
الحديث التاسع والخمسون: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنكم في زمان من ترك منكم ما أُمر به هلك، ثم يأتي زمان من عمل

الصفحة 77