كتاب غربة الإسلام (اسم الجزء: 1)

يقول» رواه الطبراني في الأوسط، والحاكم في مستدركه قال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في تلخيصه.
الحديث الرابع والستون: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن أعرابيا قال: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: «فإذا ضيّعت الأمانة فانتظر الساعة» قال: كيف إضاعتها؟ قال: «إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة» رواه الإمام أحمد والبخاري.
وفي رواية له: «إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة».
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": إسناده الأمر إلى غير أهله إنما يكون عند غلبة الجهل، ورفع العلم، وذلك من جملة الأشراط، ومقتضاه أن العلم ما دام قائما ففي الأمر فسحة، وكأن المصنف أشار إلى أن العلم إنما يؤخذ عن الأكابر تلميحا لما روي عن أبي أمية الجمحي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر».
وقال أيضا: المراد من الأمر جنس الأمور التي تتعلق بالدين كالخلافة والإمارة والقضاء والإفتاء وغير ذلك، قال ابن بطال: معنى «أسند الأمر إلى غير أهله» أن الأئمة قد ائتمنهم الله على عباده وفرض عليهم النصيحة لهم، فينبغي لهم تولية أهل الدين، فإذا قلدوا غير أهل الدين فقد ضيعوا الأمانة التي قلدهم الله تعالى إياها. انتهى.
الحديث الخامس والستون: عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما- قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر، حدثنا أن: «الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم علموا من القرآن ثم علموا من

الصفحة 80