كتاب غربة الإسلام (اسم الجزء: 1)

حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع، ثم يصير إلى النار».
الحديث الثمانون: عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع ابن لكع» رواه الإمام أحمد، والترمذي وقال: هذا حديث حسن.
الحديث الحادي والثمانون: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تذهب الدنيا حتى تصير للكع بن لكع» رواه الإمام أحمد.
قال أبو السعادات ابن الأثير: اللكع عند العرب العبد، ثم استعمل في الحمق والذم، يقال للرجل: لكع، وللمرأة لكاع، وهو اللئيم، وقيل: الوسخ، وقيل: يطلق على الصغير، فإن أطلق على الكبير أريد به الصغير في العلم والعقل. انتهى.
والمعنى في هذا الحديث والذي قبله أن المال يتحول في آخر الزمان في أيدي الحمقى اللئام بني الحمقى اللئام، وأنهم يكونون أسعد بالمناصب الدنيوية، ونعيم الدنيا وملاذها والوجاهة فيها، وقد وقع ذلك، فالله المستعان.
الحديث الثاني والثمانون: عن زَهْدَم بن مُضرِّب سمعت عمران بن حصين -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثا «ثم إن بعدكم قوما يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن» متفق عليه.

الصفحة 89