كتاب غربة الإسلام (اسم الجزء: 1)

المروءات العربية، وتخلقهم بأخلاق الأعاجم من طوائف الإفرنج وغيرهم، وشدة ميلهم إلى مشابهتهم في الزي الظاهر، بل وفي جميع الأحوال، واتِّباع سنتهم حذو القذة بالقذة، والمشابهة في الظاهر إنما تنشأ من تقارب القلوب وتشابهها، قال الله تعالى: {كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ...} الآية [البقرة: 118]، وقد عظمت البلوى بداء المشابهة، وعمَّت جميع الأقطار الإسلامية إلا من شاء الله من أهل القرى المتمسكين بالسنة النبوية والشيم العربية، وقليل ما هم ولا سيما في هذا الزمان الذي اشتدت فيه غربة الإسلام، وعاد المعروف منكرا والمنكر معروفا، فالله المستعان.
الحديث السادس والتسعون: عن سعيد بن سمعان قال: سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه - يتعوذ من إمارة الصبيان والسفهاء، فقال سعيد بن سمعان فأخبرني ابن حسنة الجهني أنه قال لأبي هريرة: ما آية ذلك؟ قال: أن تقطع الأرحام، ويُطاع المُغوي، ويُعصى المرشد. رواه البخاري في الأدب المفرد.
الحديث السابع والتسعون: عن أبي أمامة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «سيكون رجال من أمتي يأكلون ألوان الطعام، ويشربون ألوان الشراب، ويلبسون ألوان الثياب، ويتشدقون في الكلام، فأولئك شرار أمتي» رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وأبو نعيم في الحلية.
الحديث الثامن والتسعون: عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «شرار أمتي الذي غذوا في النعيم، الذين يتقلبون في ألوان الطعام والثياب،

الصفحة 95