كتاب غربة الإسلام (اسم الجزء: 1)

الثرثارون الشداقون بالكلام» رواه أبو نعيم في الحلية من حديث سفيان بن عيينة، عن منصور، عن الزهري، عن عروة عن عائشة -رضي الله عنهما-.
الحديث التاسع والتسعون: عن بكر بن سوادة مرسلا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «سيكون نشو من أمتي يولدون في النعيم، ويغذون به، همتهم ألوان الطعام، وألوان الثياب، يتشدقون بالقول، أولئك شرار أمتي» رواه الإمام أحمد في كتاب "الزهد".
الحديث المائة: عن فاطمة بنت الحسين مرسلا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن من شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم، الذين يطلبون ألوان الطعام، وألوان الثياب، يتشادقون في الكلام» رواه الإمام أحمد في كتاب "الزهد".
قال أبو موسى المديني: المتشدقون: هم المتوسعون في الكلام من غير احتياط واحتراز، وقيل: المراد بالمتشدق المستهزئ بالناس، يلوي شدقه بهم وعليهم. انتهى.
والأول أصح، وبه جزم النووي رحمه الله تعالى، فإنه قال: المتشدق: المتطاول على الناس بكلامه، ويتكلم بملء فيه تفاصحا وتعظيما لكلامه. انتهى.
قلت: وكلا الضربين كثير جدا في زماننا، فالله المستعان.
الحديث الواحد بعد المائة: ما رواه الديلمي عن علي - رضي الله عنه -: «يأتي على الناس زمان همَّتهم بطونهم، وشرفهم متاعهم، وقِبلتهم نساؤهم، ودينهم درهمهم ودنانيرهم، أولئك شرار الخلق، لا خلاق لهم عند الله».

الصفحة 96