كتاب المنتقى من كتاب مكارم الأخلاق ومعاليها

ابْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْحَشْرَجِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ لَا تُمْسِكُ شَيْئًا سَخَاءً وَجُودًا وَكَانَ إِخْوَتُهَا يَمْنَعُونَهَا فَتَأْبَى وَكَانَتِ امْرَأَةً مُوسِرَةً فَحَبَسُوهَا فِي بَيْتٍ سَنَةً يُطْعِمُونَهَا قُوتَهَا لَعَلَّهَا تَكُفُّ عَمَّا تَصْنَعُ ثُمَّ أَخْرَجُوهَا بَعْدَ سَنَةٍ وَقد ظنُّوا أَنَّهَا تَرَكَتْ ذَلِكَ الْخُلُقَ فَدَفَعُوا إِلَيْهَا صِرْمَةً مِنْ مَالِهَا وَقَالُوا اسْتَمْتِعِي بِهَا
فَأَتَتْهَا امْرَأَةٌ مِنْ هوازان وَكَانَتْ تَغْشَاهَا فَسَأَلَتْهَا فَقَالَتْ دُونَكِ هَذِهِ الصِّرْمَةَ فَقَدْ وَاللَّهِ مَسَّنِي مِنَ الْجُوعِ مَا آلَيْتُ أَن لَا أمنع سَائِلًا شَيْئا ثمَّ أنشأت تَقول من // الطَّوِيل //
(لَعَمْرِي لَقِدْمًا عَضَّنِي الْجُوعُ عَضَّةً ... فَآلَيْتُ أَن لَا أَمْنَعَ الدَّهْرَ جَائِعًا)
(فَقُولَا لِهَذَا اللَّائِمِي الْيَوْمَ أَعْفِنِي ... فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَفْعَلْ فَعُضَّ الْأَصَابِعَا)
(فَمَاذَا عَسَيْتُمْ أَنْ تَقُولُوا لِأُخْتِكُمْ ... سِوَى عَذْلِكُمْ أَوْ مَنْعِ مَنْ كَانَ مَانِعَا)
(وَمَهْمَا تَرَوْنَ الْيَوْم إِلَّا طبيعة ... فَكيف بتركي يَا بن أم الطبائعا)
315 - أَنْشدني عَليّ بن الْحُسَيْن الوصيفي من // الْبَسِيط //
(لَا تَبْخَلَنَّ بِدُنْيَا وَهْيَ مُقْبِلَةٌ ... فَلَيْسَ ينقصها التبذير والسرف)
(وَإِن تَوَلَّتْ فَأَحْرَى أَنْ تَجُودَ بِهَا ... فَالْحَمْدُ مِنْهَا إِذا مَا أَدْبَرَتْ خَلَفُ)
316 - أَنْشدني عمرَان بن مُوسَى الْمُؤَدب من // الوافر //
(سَأَلْنَاهُ الْجَزِيلَ فَمَا تَلَكَّا ... وَأَعْطَى فَوْقَ مُنْيَتِنَا وَزَادَا)
(مِرَارًا مَا أَعُودُ إِلَيْهِ إِلَّا ... تَبَسَّمَ ضَاحِكًا وَثَنَى الْوِسَادَا)
317 - أَنْشدني عمرَان بن مُوسَى الْمُؤَدب أَيْضا من // الْكَامِل //
(لَا يَنْكُتُونَ الْأَرْضَ عِنْدَ سُؤَالِهِمْ ... لِتَطَلُّبِ الْحَاجَاتِ بِالْعِيدَانِ)
(بَلْ يَبْسُطُونَ وُجُوهَهُمْ فَتَرَى لَهَا ... عِنْد اللِّقَاء كأحسن الألوان)
318 - وأنشدني عمرَان بن مُوسَى أَيْضا من // الطَّوِيل //
(لَهُ فِي ذَوِي الْمَعْرُوفِ نُعْمَى كَأَنَّهَا ... مَوَاقِعُ مَاءِ الْمُزْنِ فِي الْبَلَدِ الْقَفْرِ)

الصفحة 145