كتاب جزء فيه ذكر اعتقاد السلف في الحروف والأصوات
والصاد والزاي والسين من مخرج واحد وهو مابين طرف اللسان وأصول الثنايا العليا.
والنون من مخرج واحد وهو طرف اللسان وما يتصل بالخياشيم.
والراء من مخرج واحد وهو طرف اللسان غير أنه أدخل في ظهر اللسان لانجرافه إلى اللام.
ولحافة اللسان مخرجان لحرفين: فمن حافة اللسان من أقصاها وما يلي الأضراس مخرج الضاد، ومن الناس من يخرجها من الجانب الأيمن ومن الناس من يخرجها من الجانب الأيسر وهم الأكثر، وخروجها من هذا كخروجها من هذا ومن حافة اللسان ومن أدناها إلى ما يلي الثنايا العليا، والباء والميم والواو مخرجهن مابين الشفتين غير أن الشفتين تنطبقان بالميم والباء ولا ينطبقان بالواو بل ينفتحان.
والنون الساكنة والتنوين مخرجهما من الخياشيم.
وقال الفراء وقطرب وابن كيسان: المخارج أربعة عشر مخرجاً، فجعلوا الراء واللام والنون من مخرج واحد وهو طرف اللسان
وذكر أبو عمرو الداني1 أرجوزة في هذا المعنى شعراً فقال:
تسع وعشرون حروف المعجم ... فسبعة للحلق منها فاعلم
__________
1 أبو عمرو الداني الإمام الحافظ، المجود المقرئ، الحاذق، عالم الأندلس، أبو عمرو، عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأموي، مولاهم الأندلسي القرطبي، ثم الداني ويعرف قديماً بابن الصيرفي مصنف التيسير وجامع البيان وغير ذلك توفي رحمة الله سنة (444هـ)
سير أعلام النبلاء (13/481) .
الصفحة 42
80