كتاب الكامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

كتاب فضائل القرآن
يقولُ القرآن: ثم قال في خبرٍ آخر: بينما أنا أقرأ سورة البقرة إذ سمعت وجبة من خلفي فظنت أن فرسي أطلق، فقال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: اقرأ يا أبا عتيك فالتفت فإذا مثل المصاييح مدلاة بين السماء والأرض ورسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يقول: اقرأ يا أبا عتيك فقال: يا رسول اللَّه ما استطعت أن أمضي، فقال رسول اللَّه: تلك الملائكة نزلت لقراءة سورة البقرة إما إنك لو مضيت لرأيت العجائب (¬1)، وفي بعض الخبر: ذلك ملك يستمع القرآن، وفي بعض الخبر: تلك الملائكة دنت لصوتك ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم ثم قال: اقرأ يا أسيد فقد أوتيت من مزامير آل داود، وافتخر رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - بأن قال: أعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش لم يعطها نبي قبلي وأعطاني رَبِّي عز وجل المفصل نافلة (¬2)، قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: من لم يتغن بالقرآن فليس منا (¬3)، وروى أنه قال: من أعطي القرآن ورأى أن أحدًا أغنى منه إلا وهو أعلم منه فلا أغناه الله (¬4)، وروى أنه قال: استذكروا فهو أشد تفصيًا في صدور الرجال من النعم فى عقلها (¬5)، فكيف وقد قال اللَّه تعالى: (كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى) حتى روى عن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: عرضت علي ذنوب أمتي فلم أرَ ذنبًا أعظم من آية أو سورة حفظها رجل ثم نسيها (¬6) هذا وأمثاله كثير ولو اشتغلنا بجمعه لانقطعت الأحقاب ولم يتم الكتاب.
¬__________
(¬1) أخرجه ابن حبان (779)، والحاكم (2035)، والطبراني في الكبير (566)، وغيرهم.
(¬2) أخرج نحوه الطبراني في المعجم الكبير رقم (525).
(¬3) أخرجه البخاري (7089)، وأبو داود (1469، 1471)، وأحمد في مسنده (2476، 1512) بغير هذا اللفظ وهو ليس منا من لم يتغن بالقرآن.
(¬4) لم أقف على تخريجه فيما لدي من مصادر.
(¬5) أخرج نحوه البخاري (4746)، وأحمد (4020)، والطبراني في الكبير (10347).
(¬6) أخرجه أبو داود (461)، والترمذي (21916).

الصفحة 24