كتاب علم المقاصد الشرعية

القواعد المستخلصة من مقصد عبادة الله تعالى ومخالفة هوى النفس:
نستخلص من مقصد عبادة الله ومخالفة هوى النفس قاعدتين:
القاعدة الأولى:
بطلان العمل التابع للهوى دون الشرع؛ لأن الأصل اتباع الشرع، وليس الهوى والشهوة.
القاعدة الثانية:
قاعدة ذم اتباع الهوى ولو جاء في ضمن المحمود والمشروع؛ وذلك خشية الخروج من المشروع، ومخالفة المحمود، بالوقوع في الجري وراء الأغراض والشهوات، والعمل على تحصل ثناء الناس ومدحهم، وما ينجر عن ذلك من تكريم وتبجيل مادي ومعنوي، وهذا يفضي إلى الرياء والسمعة وبطلان العمل وفساده، وإن كان في بدايته مبنيا على موافقة مقصود الشارع وتعاليم الشرع.
القاعدة الأولى: بطلان العمل التابع للهوى دون الشرع
العمل الذي يتبع في الإنسان هواه وشهواته، ويترك فيه أوامر الشرع ونواهيه، يُحكَم عليه قطعًا ويقينًا بأنه باطل وفاسد.
وكل فعل كان المتبع فيه بإطلاق الأمر والنهي والتخيير؛ فهو صحيح وحق؛ لأنه قد أتى به من طريقه الموضوع له، ووافق فيه صاحبه قصد الشارع؛ فكان كله صوابا وهو ظاهر.
وأما أن امتزج فيه الأمران فكان معمولا بهما، فالحكُم للغالب والسابق.

الصفحة 152