كتاب شرح القواعد الأربع

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:

اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم، أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين، كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].
فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته؛ فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد، كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة، فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت كالحدث إذا دخل في الطهارة.
فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل وصار صاحبه من الخالدين في النار= عرفت أن أهم ما عليك هو معرفة ذلك، لعل الله أن يُخلصك من هذه الشبكة وهي الشرك بالله. الذي قال الله تعالى فيه: {إنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [النساء:48] وذلك بمعرفة أربع قواعد ذكرها الله جل وعلا في كتابه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشرح ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
افتتح الشيخ الموضوع- كعادته- بالتوجه إلى طالب العلم فقال: " اعلم" تنبيهاً وإرشاداً وتعليماً
" أرشدك الله" أي: هداك الله ووفقك للرشد، وهو: العلم النافع والعمل الصالح.
"أن الحنيفية ملة إبراهيم" أي: الملة الحنيفية التي هي ملة إبراهيم عليه السلام.

الصفحة 10