كتاب شرح القواعد الأربع

وأحبط العمل وصار صاحبه من الخالدين في النار عرفت أن أهم ما عليك هو معرفة ذلك " فإذا عرفت أن هذا خطر، فمن الحكمة والعقل أن يعرف الإنسان الأمور الخطرة التي فيها ضرر ليتقيها، فالإنسان إذا عرف خطر الشرك اتقاه وحذره وسأل ربه أن يعصمه منه، أما إذا كان لا يعرف خطر الشرك فإنه لا يبالي ولا يخاف منه، فربما وقع فيه وهو لا يدري.
وقوله: "لعل الله أن يُخلصك من هذه الشبكة" شبة الشرك كأنه مصيدة من وقع فيه هلك، كالطائر إذا وقع في الشبكة، ثم بين ما هي الشبكة فقال: " وهي الشرك بالله الذي قال الله تعالى فيه: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [النساء:48] " وهذا هو الشرك الأكبر.
والشرك الأكبر يتميز بثلاث خصائص:
أولاً: أنه لا يُغفر.
والثاني: أنه موجب للخلود في النار.
والثالثة: أنه يحبط جميع الأعمال.
ودليل ذلك هذه النصوص؛ قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء}، وقال تعالى: {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ} [المائدة:72]، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} [البينة:6]، وقال سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ أُوْحِىَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر:65]، وقال تعالى: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام:88].
نسأل الله أن يقينا الشرك كله ظاهره وخفيه، وصغيره وكبيره.

الصفحة 12