كتاب شرح الأصول الثلاثة

الصحيح في كتابه: "الجامع الصحيح " في "كتاب العلم": (بابٌ: العلمُ قبل القول والعمل. والدليل قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَاهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ} [محمد:19] (¬1)) فأمر الله أولاً: بالعلم بالتوحيد {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَاهَ إِلا اللَّهُ}، ثم أمر ثانياً: بالاستغفار فقال: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ} وهو من العمل. قال الشيخ: (فبدأ بالعلم قبل القول والعمل) أي: بدأ الله في الآية بالعلم قبل القول والعمل، وهو: الاستغفار.
يقول الشيخ رحمه الله: (اعلم رحمك الله) هذا من جنس ما قبله. (أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل بهن). معناه: أن العلم بمسائل الدين فرض على كل مسلم ومسلمة، على الرجال والنساء، فرض عين أو كفاية، قال الله تعالى:} مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل:97].
(الأولى): أي: المسالة الأولى من المسائل الثلاث أن نعلم (أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملاً)، أي مهملين لا نؤمر ولا نُنهى، ولا نسير على منهج قويم، (بل) إنه سبحانه وتعالى قد (أرسل إلينا رسولاً) بالهدى ودين الحق (فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار).
هذه المسألة الأولى ومعناها: الإقرار بتوحيد الربوبية، ومن ربوبيته تعالى إنعامه على عباده، وأعظم نعمه على عباده إرسال الرسل، وإنزال الكتب لتعريف العباد بربهم، وبحقه عليهم.
قال: (والدليل) على هذه المسألة: (قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً * فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً} [المزمل:15 - 16]) فاستدل على الرسالة بقوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً} أي: أرسل تعالى إلى الناس محمدا - صلى الله عليه وسلم -
¬__________
(¬1) صحيح البخاري 1/ 24 بنحوه.

الصفحة 10