كتاب شرح الأصول الثلاثة

رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد) ظهر علينا من طريق أو من باب بهيئة طيبة وجميلة ولكنه غير معروف يقول: (حتى جلس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه) يعني: جلس قريباً منه، فأسند السائل ركبتيه إلى ركبتي النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويديه على فخذي النبي - صلى الله عليه وسلم - مبالغة في القرب، ومبالغة في الاستجواب. (وقال: يا محمد) خاطبه باسمه؛ لإظهار أنه جاهل جافٍ لا يعرف، لأن عادة الأعراب إذا جاءوا إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقولون: يا محمد، أما الصحابة الذين حسن إسلامهم لا يقولون للرسول: يا محمد، وإنما يقولون: يا رسول الله، أو يا نبي الله، وهذا أشرف ما يدعى به - صلى الله عليه وسلم -، كما خاطبه الله بقوله: "يا أيها النبي " " يا أيها الرسول ".
(أخبرني عن الإسلام) أي ما هو الإسلام. (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا)
(قال: صدقت، فعجبنا له يسأله ويصدقه) العادة أن السائل لا يقول: صدقت، يقول: جزاك الله خيراً، أحسن الله إليك، ولكن قوله: "صدقت" يدل على أن عنده خبرا، وهذا هو محل العجب.
ثم (قال: فأخبرني عن الإيمان) هذا هو السؤال الثاني، ما هو الإيمان؟
(قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره) فسر الإيمان بهذه الأصول الستة، وهذه كما تقدم هي أصول الاعتقاد، فجميع مسائل الاعتقاد ترجع إلى هذه الأصول، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية: «اعتقاد الفرقة

الصفحة 35