كتاب شرح الأصول الثلاثة

الناجية المنصورة إلى قيام الساعة - أهل السنة والجماعة -: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ...» (¬1).
(قال: صدقت) مثل ما قال في الأول (قال: فأخبرني عن الإحسان) ما هو الإحسان؟
(قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) والمراد إحسان العمل وإتقانه بتحقيق المراقبة، وكمال الإخلاص.
(قال فأخبرني عن الساعة؟) متى الساعة، أي: القيامة (قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل) أي: علمي وعلمك بها سواء، فإذا كنتَ لا تعلمها، فأنا كذلك لا أعلمها.
(قال: فأخبرني عن أمارتها) أي: علامات قيامها، (قال: أن تلد الأمة ربتها) وفي لفظ "ربها " الأمة: هي الأنثى المملوكة تلد ربها أو تلد ربتها، اختلف في معنى ذلك، وأحسن ما قيل: إنه إذا كثر الرقيق فربما ولدت المرأة ابناً ثم فارقته بسبب الرق، ثم اشتراها ولدها وهو لا يدري أنها أُمُّه، فيصير سيداً لها، وقيل: إن الأَمَة إذا وطئها سيدها فولدتْ، فولدُ سيدِها سيدٌ لها.
(وأن ترى الحفاة العراة العالة) الحفاة: غير المنتعلين، والعراة: غير المكتسين، والعالة: الفقراء (رِعَاء الشَّاء) الذين من عادتهم رعي الغنم (يَتَطَاوَلُونَ فِي البُنْيَانِ) والمراد: إذا رأيت سكان الصحراء يهبطون إلى القرى، ويبنون فيها المساكن ويتنافسون في طول البنيان. وعلامات قيام الساعة كثيرة، كما جاءت الأدلة بذكرها.
(قال: فمضى) أي: خرج الرجل ومشى قال: (فلبثنا ملياً) أي: زمنا، وفي رواية: "فلبثت ثلاثا" (¬2)، (فقال: يا عمر أتدري من
¬__________
(¬1) الواسطية ص 21
(¬2) رواه الترمذي (2610) وصححه، والنسائي 8/ 97

الصفحة 36