كتاب شرح الأصول الثلاثة

ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} [الزلزلة:7،8] {لِيَجْزِىَ الَّذِينَ أَسَاءوا بِمَا عَمِلُوا وَيِجْزِى الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} [النجم:31] {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا} [الجاثية:15].
ويوم القيامة له أسماء كثيرة منها:
يوم القيامة، ويُقال له الساعة، ويوم النشور، ويوم الحساب، ويوم الدين، قال تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدّينِ * ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدّينِ * يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالأمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} [الانفطار:17 - 19].
فهذه الحياة الدنيا ليست كما يظنها الكافرون دائمة، وأنها أجيال تنقرض وتذهب، وأجيال تظهر وتنشأ إلى ما لا نهاية، لا، الأمر ليس كذلك؛ فهذه الدنيا لها عمر، ولها نهاية وأجل، وأجلها هو: قيام القيامة الذي استأثر الله بعلمه، وكتمه عن خلقه فلا يعلمها ملك مقرب ولا نبي مرسل.
ثم إذا قامت القيامة وبُعث الناس من قبورهم، جمع الله الأولين والآخرين {قُلْ إِنَّ الاوَّلِينَ وَالاخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ} الآيات: [الواقعة:49 ـ 50].
واليهود والنصارى يؤمنون بالبعث لكن ليس على الوجه المشروع، وإذا آمنوا به وأمنوا بالجنة والنار فلهم عقائد في البعث وفي الجنة والنار باطلة، ولو آمنوا به إيماناً صحيحاً لكانوا كفاراً بتكذيبهم رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم -.
فالكفر: يكون باعتقاد الشخص عقيدة واحدة من عقائد الكفر أو اثنتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا، فالمشركون كفروا بأشياء كثيرة: بالشرك وبتكذيب الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبجحد اليوم الآخر، فعندهم أنواع من الكفر.
ولا يجازى الإنسان على العمل السيئ بأكثر مما عمله، وإنما

الصفحة 45