كتاب رد الجميل في الذب عن إرواء الغليل

وأحلت لي الغنائم"، لفظ رواية أبي عبد الله الثقفي في "الفوائد" (¬1).
وغيرها كثير.
أما قولك تعليقًا على كلام الشيخ رحمه الله: "وهذا سند حسن إن كان من دون مكي ثقات": فإن كان من دون مكي ضعفاء أو متروكين؟! كيف يستشهد بمثل هذا الطريق الذي لم يعرف رجاله؟! ".
هذا الأسلوب -وهو تعليق الحكم على الحديث بالصحة، إن كان فلان سمعه من فلان- هذا أمر سائغ عند أهل الفن.
قال الحافظ في "الفتح": "ولأبي داود من وجه آخر عن عكرمة قال: "كانت أم حبيبة تستحاض، وكان زوجها يغشاها"، وهو حديث صحيح إن كان عكرمة سمعه منها" (¬2).
وقال: "ومن طريق علي بن الحسين بن علي أخبرني رجل من أهل العلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "تمد الأرض مد الأديم" الحديث، وفيه: "ثم يؤذن لي في الشفاعة فأقول: أي رب، عبادك عبدوك في أطراف الأرض، قال: فذلك المقام المحمود" (¬3)، ورجاله ثقات، وهو صحيح إن كان الرجل صحابي" (¬4).
والشيخ رحمه الله ساقه مستأنسًا به على ما انقدح في نفسه من قوة الحديث، وإلا فإن حديث علي وشاهده حديث أنس - رضي الله عنه - كافيان في إثبات هذه السنة، وبالله التوفيق.
* * *
¬__________
(¬1) انظر: الإلمام: (1/ 107).
(¬2) انظر: "فتح الباري" (1/ 429).
(¬3) انظر: مسند الحارث (زوائد الهيثمي): (2/ 1008).
(¬4) انظر: "فتح الباري" (8/ 400).

الصفحة 109