كتاب رد الجميل في الذب عن إرواء الغليل

يتوضأ". رواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه (¬1).
ورواه إبراهيم التيمي عن عائشة؛ أخرجه أبو داود والنسائي.
وقد احتجَّ به أحمد في رواية حنبل، وقد تكلَّم هو وغيره في الطريق الأولى؛ بأن عروة المذكور هو عروة المزني، كذلك قال سفيان الثوري: ما حدثنا حبيب إلا عن عروة المزني.
وعروة هذا لم يدرك عائشة، وإن كان عروة بن الزبير؛ فإن حبيبًا لم يدركه، قال إسحاق بن راهويه: لا تظنوا أن حبيبًا لقي عروة.
وفي الثاني: بأن إبراهيم التيمي لا يصح سماعه من عائشة.
وجواب هذا: أن عامة ما في الإسناد نوع إرسال، وإذا أرسل الحديث من وجهين مختلفين، اعتضد أحدهما بالآخر، لا سيما وقد رواه البزار بإسناد جيد، عن عطاء عن عائشة - رضي الله عنها - مثله".
وقال الحافظ في "الفتح" (1/ 292):
"ويمكن أن يستدل لدخولهما بفعله - صلى الله عليه وسلم -، ففي الدارقطني بإسناد حسن من حديث عثمان في صفة الوضوء: "فغسل يديه إلى المرفقين حتى مسَّ أطراف العضدين" (¬2)، وفيه عن جابر قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا توضأ أدار الماء على مرفقيه"، لكن إسناده ضعيف، وفي البزار والطبراني من حديث وائل بن حجر في صفة الوضوء: "وغسل ذراعيه حتى جاوز المرفق". وفي الطحاوي والطبراني من حديث ثعلبة بن عباد عن أبيه مرفوعًا: "ثم غسل ذراعيه حتى يسيل الماء على مرفقيه". فهذه الأحاديث يقوِّي بعضها بعضًا".
قال الحافظ: "روى سعيد بن منصور من حديث ابن عمر مرفوعًا: "سفر
¬__________
(¬1) أخرجه أبو داود (2382) والترمذي (727) وابن ماجه (811).
(¬2) أخرجه الدارقطني في سننه: (1/ 83).

الصفحة 24